يبدو أن المستشار رشيد بلمقيصية اختار أخيرًا أن يكشف عن حقيقته السياسية أمام القنيطريين: معارض شرس لا من أجل المدينة، ولا من أجل البيئة، بل من أجل البوز الانتخابي والانتقام من من صوتوا ضده في 2021.
فبعد سنوات من الروائح الكريهة والدخان الذي يملأ أحياء القنيطرة، وبعد انتظار طال أمده، صادق المجلس الجماعي على مشروع المطرح الجديد في أولاد مليك، مشروع من الممكن أن يكون نهاية لمعاناة السكان مع النفايات وتلوث الهواء. كل الأعضاء تقريبًا رحبوا بالمشروع، إلا بلمقيصية، الذي رفضه دون سبب منطقي واحد، وكأنه يصر على أن يظل المطرح القديم مشكلة المدينة رمزًا لعجزه وفشله.
الغريب أن بلمقيصية الذي شغل منصب نائب رئيس المجلس لولايتين كاملتين، ولم يقدم أي حل لمشكل النفايات طيلة تلك السنوات، أصبح فجأة زعيم المعارضة البيئية! كل دورة للمجلس يتحول فيها إلى آلة عرقلة وتشويش، يبحث عن أي زاوية ليظهر فيها، أي بوز انتخابي ليختبئ وراءه، أي عدسة كاميرا ليتقمص دور البطل، كأنه يعتقد أن المعارضة الدائمة تعني القيادة.
المطرح الجديد ليس مجرد مشروع، إنه رمز لإرادة جماعية من سلطات اقليمية ومنتخبين لتجاوز كارثة التلوث، ورغم قفزاته وقفشاته، فشل بلمقيصية في محاولاته البائسة، وهو ما كشف أمام الجميع أن معارضته لم تعد موضوعية، بل سياسية بحتة، شخصية، وانتقامية.
القنيطرة اليوم أمام فرصة حقيقية لإنهاء أزمة مزمنة، أما بلمقيصية، فقد سقط في مطرح النفايات، وليس فقط في صراع سياسي، بل في مأزق الأخلاق والمسؤولية. سكان المدينة يعرفون أن العمل الفعلي يفعل أكثر من الصراخ الفارغ والشعارات الانتخابية.
سقوط بلمقيصية في هذا الامتحان هو درس لكل من يعتقد أن المعارضة لأي مشروع تنموي تصنع له مصداقية. الحقيقة، كما يثبتها المطرح الجديد، أن المدينة تأتي أولاً، وأن العرقلة السياسية لن توقفها.
