شريط الاخبار

عيدودي يشعل حماس الساحة السياسية بسيدي قاسم ..إعلان بانطلاق معركة جديدة ؟

محسن العموري 

في غمرة سكون أو انزواء غير مبرر لبعض الوجوه السياسية بإقليم سيدي قاسم وأمام تساؤلات مبررة وترقب من ساكنة جماعات الإقليم يعود للواجهة بقوة وبنفس جديد ليخلق الفارق وإن كان واقع الحال يؤكد أنه لم يتغيب عن الحضور الفعلي بالميدان،ألقابه عديدة ، فهناك من يلقبه بـــ “عراب التغيير” وآخرون يلقبونه بـ “هشة كشة” وآخرون بـ ” فارس سيدي قاسم ” والبعض الآخر يدعونه بمقولة ” اللي مادار والو يمشي بحالو”…
حديثنا اليوم عن شخصية محلية لكن بصيغة جديدة، برز كرجل من أبناء المنطقة ومن رحم بلدة اسمها دار الكداري ،ظلت كأخواتها من جماعات ومدن الإقليم المنكوبة لعقود تبحث عن مخرج من واقع التهميش والتخلف. خرج من بين أزقتها وتربى على عشق ترابها ، فأبى إلا أن يرد لها الجميل ويعيد لها الاعتبار ليس لها فقط ولكن حتى لباقي مناطق الإقليم عبر جماعاته القروية التي طالها التهميش، إذ تعاني منذ سنوات من غياب أدنى مقومات العيش الكريم، لا بنية تحتية، لا مرافق عمومية محترمة، لا هوية عمرانية، ولا إشارات لحياة مدنية حديثة. مجالس جماعية توالت، والمشهد لا يراوح مكانه، بل يتجه من سيء إلى أسوأ. في ظل هذا الوضع، تسلّل اليأس إلى نفوس الكثيرين، وبات حلم التغيير بعيد المنال،فماذا استجد في ساحة إقليم سيدي قاسم؟
التفاف شعبي حول مشروع التغيير
لكن وكما يقال، “الضوء يظهر في أحلك اللحظات”، لتجتمع طاقات شباب البلدة ونسائها ورجالها حول إرادة جماعية لرد الاعتبار للمنطقة، وكانت الوجهة واضحة: التفاف حول رجل منهم، يعيش همومهم ويشاركهم الطموح نحو الأفضل.إنه الدكتور عبد النبي عيدودي، ليس فقط لأنه واحد منهم، بل لأنه صاحب سيرة ومسار يثيران التقدير والاحترام.
فمن هو عبد النبي عيدودي؟
إنه ابن أسرة أصيلة معروفة بالعطاء والنبل، من أب جندي محارب بصحرائنا المغربية، عاش عبد النبي طفولته في أحضان بيئة محافظة، وكان تلميذاً متفوقاً شغوفاً بالحياة ومقبلا عليها . التحق بالجامعة وتخرج منها بدكتوراة في العلوم السياسية، وأخرى في الدراسات الإسلامية، ليجمع بذلك بين العقلانية السياسية والعمق الديني والثقافي.
مارس الرياضة، كتب الشعر وأبدع فيه، ألف وأمتع وأقنع ، مثّل على خشبة المسرح، له العديد من الإصدرات ، شارك في حركية فكرية نشطة جعلته واحداً من الأصوات المتنورة في محيطه.
اليوم هو ليس مجرد اسم في سجل السياسيين، بل فاعل ميداني يحدث أينما حل فرقاً واضحاً مما يجعله يحظى بشعبية الساكنة واحترام ساكنة الإقليم.
مسار سياسي مميز : حين يصيرُ النضالُ قدرًا، وتُكتب السياسة بماءِ الصبر والحكمة
في زمنٍ تتناسل فيه الوجوه وتتقلب الولاءات، يندر أن تجد سياسيًا يولد من رحم المعاناة، ويترعرع في أحضان الشعب، ويتسلّح بالإرادة لا بالامتيازات. الدكتور عبدالنبي عيدودي ليس مجرد اسم في قوائم الانتخابات، بل هو حالة سياسية فريدة، سَكنت قلوب الناس قبل أن تَبلغ صناديق الاقتراع، وسكنت وجدان الإقليم قبل أن تصل قبة البرلمان.
إنه من طينة أولئك الذين لا تُخيفهم المطبات، ولا تُرهقهم العراقيل، بل يجعلون من كل أزمة فرصة، ومن كل هجوم محفزًا على مزيد من الإبداع والمواجهة. هو ذاك الذي قال: “لا أبحث عن مقعد، بل عن معنى… ولا أطلب سلطة، بل أنشد عدالةً تحفظ كرامة البسطاء”.
• 2013 : حين خاض معركة بلا سلاح سوى الكلمة
اقتحم الدكتور عبد النبي عيدودي معركة الانتخابات التشريعية الجزئية، لا سلاح له سوى الكلمة والمبدأ، ولا زاد معه إلا صدق النية وبعض أوراق دعائية بسيطة. ومع ذلك، حصد 3690 صوتًا من بني احسن بإقليم سيدي قاسم، ليؤسس أول لبنة في مشروعه السياسي. كان الجميع يراها مغامرة، لكنه رآها قدرًا، وحمل في قلبه إيمانًا عميقًا أن السياسة الصادقة لا تموت وإن خذلتها الأرقام مؤقتًا.
• 2015 : الانطلاقة الحقيقة
في الانتخابات الجماعية لسنة 2015، ارتدى الدكتور عباءة الفاعل المحلي لا السياسي الكلاسيكي، فقاد جماعتي الحوافات وسيدي الكامل، وانتزع أكثر من 34 مستشارًا جماعيًا. حقق في جماعة الحوافات ما يشبه المعجزة التنموية، بينما اصطدم في جماعة سيدي الكامل بخيانات حزبية وولاءات موجهة، حالت دون بلوغ أهدافه، لكنه لم ينكسر، بل قال: “قد يُسدّ أمامك باب، لكن تبقى الأبواب مفتوحة لمن لا ينحني”.
• 2016 : العتبة التي لم تُهزم فيها الروح
في معركة البرلمان سنة 2016، اقترب من النجاح بحصوله على 6800 صوت، بينما توقفت العتبة عند 7200.حينها لم يخرج مهزومًا، بل خرج مشعًا، شامخًا، يجرّ وراءه قوافل من المؤمنين بمشروعه. ورغم تكالب الظلامية وغياب الدعم، ظل شامخًا كالطود، مستخدما منصاته التواصلية للرد بخطاب يركز على الشفافية وخدمة المجتمع، قائلا لمن حوله: “قد تخسر لحظة، لكنك تربح المعركة حين لا تخسر نفسك”.
• 2021 : التحول التاريخي
شكلت سنة 2021 محطة فارقة في مسيرته، حيث فاز بمقعد برلماني عن حزب الحركة الشعبية، بعد حصوله على أكثر من 37000 صوت في الإقليم، وقاد حزبه لتحقيق انتصارات محلية كاسحة تمثلت في :
➢ 5 رئاسات جماعات.
➢ 5 أعضاء في المجلس الإقليمي.
➢ 5 أعضاء في الغرفة الفلاحية.
➢ عضوين في مجلس الجهة.
➢ أكثر من 100 مستشار جماعي.
حينها أعلن الساكنة بوضوح : “هذا رجلنا، وهذا صوتنا، وهذه إرادتنا”
• 2024: مفاجأة الأب… وجيش بلا سلاح
في 2024، حمل والده عبدالهادي عيدودي مشعل المعركة في الانتخابات التشريعية الجزئية، محاصرًا إداريًا ومطوّقًا سياسيًا، ومع ذلك فاز بـ 13000 صوت، وكأن الأرض نطقت بلسان أهلها: “الدكتور ليس وحده، بل هو جيش بلا سلاح، منظم، وفي، صامد”. ففهم الجميع أن ما بناه عبدالنبي ليس لحظة، بل مسارًا، وأنه حين يتكلم، تُصغي الأرض، وحين يخوض، يعبُر.
• صوت المعارضة داخل البرلمان :
بعد دخوله البرلمان، تحول إلى قلعة للمعارضة ، خاصة في مواجهة سياسات الحكومة ، إذ قاد حملات ضد سياسات تقشفية رأى أنها تزيد معاناة الفئات الهشة ، وطالب بمراجعة قانون المالية لسنة 2022 ليتضمن دعمًا أكبر للفلاحين الصغار، مستغلًا خبرته في العمل الجماعي لتعزيز حججه.
فالرجل لم يكن مجرد برلماني عادي، خاصم الرتابة، وأربك النمطية، وأطلق تعابير شعبية من قبيل “حربش، هش بش، حق يق”، فأصبح مادة إعلامية، وحديث المجالس، ومصدر قلق لحكومة لا تحب سماع الحقيقة.
• التنمية: حين تتحول الكلمات إلى أوراش
أصبحت الجماعات التي يشرف على تدبيرها نموذجًا يُحتذى به، طرق معبدة، شوارع مرصوفة ، ملاعب منيرة ،أسواق، ومراكز تجارية، نجح في تحويل قرية نائية إلى *وجهة سياحية* عبر استثمار المواقع التاريخية، أطلق مشروع “قرية بدون أمية” بالشراكة مع جمعيات محلية، مما قلل نسبة الأمية إلى 10 % في 3 سنوات، جذب استثمارات فلاحية بإقامة تعاونيات لإنتاج زيت الزيتون بمعايير دولية ، أنشأ مركزا للتعليم الأولي بمواصفات عالية اعتمدته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين نموذجا مميزا.
استطاع الرجل أن يخلق الفارق ويبني واقعا لا طالما كان حلما ورديا لدى الساكنة حتى أصبح يُقال: “إذا أردتَ أن ترى معنى التنمية، فاذهب إلى الحوافات… واسأل من أنجز لا من وعد”
• 2026 – 2027 : الطموح المشروع
بنبرة صوت ابن البادية القح وبثقة نفس تمتزج بغيرة جامحة على الإقليم وجماعاته القروية، يصرح الدكتور عبد النبي عيدودي – الذي استطاع الحفاظ على جذوره المحلية دون أن تمنعه من امتلاك رؤية وطنية – بكل شفافية ووضوح عن كون الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة الاستفتاء الشعبي الحقيقي، حيث يتوقع الرجل أن يحصد أكثر من 60 ألف صوت، ويقود حزبه إلى الفوز بأكثر من 200 مستشار جماعي، ورئاسة 12 جماعة.
واقع الحال : هل هي إرهاصات فتح جديد أم ماذا ؟؟
اليوم، يصول ويجول الدكتور عبد النبي عيدودي بإقليم سيد قاسم برمته ، الإقليم الذي يسكنه حبه ويهيم به، حاملاً مشروعاً طموحاً، ورؤية تنموية تنبني على التجربة والخبرة. يقول الكثير من أبناء المنطقة : “إنها فرصة لا تُعوّض لجماعات الإقليم التي تحتاج من يعيد إليها الحياة”.
فهل ستختار ساكنة الإقليم التجديد الحقيقي أم يستمرون في دوران العجلة القديمة نفسها؟

 

هل سيظل البعض منتشيا بشعارات جوفاء، عوض الاختيار انطلاقا من حصيلة وأسلوب عمل ومسار مؤهل لأن يكون سببا للتغيير؟
تلك وغيرها من التساؤلات والتخمينات سيجيبنا عنها الرجل ميدانيا فالرجل عرف بامتلاكه لحفيظة معرفية و تدبيرية، كما عرف بدقته وصرامته وشجاعته في إبداء الرأي مهما كلفه الأمر، وفوق كل هذا يمتلك طموحا لا حدود له للرقي بمنطقة تسكنه ويسكنها ، تعرفه ويعرف مداشرها ودواويرها ، يتحدث لغتها ، بينهما قصة عشق لا تنتهي.

شارك المقال شارك غرد إرسال