أكد سعيد حروزي، الفاعل السياسي وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس جماعة سيدي الطيبي، أن التوجيهات الملكية الأخيرة تشكل مرجعية مركزية للفعل السياسي الجاد، في مرحلة يعتبرها حاسمة في مسار بناء الدولة الاجتماعية.
في تصريح خاص، أوضح حروزي أن خطاب العرش حمل رسائل واضحة بشأن ضرورة ترسيخ العدالة المجالية والاجتماعية، معتبراً أن جلالة الملك “وضع خريطة طريق دقيقة لتقليص الفوارق وربط المسؤولية بالمحاسبة وضمان استفادة جميع الجهات من ثمار التنمية”.
وأضاف أن المرحلة تفرض القطع مع السياسات الموسمية، وتعزيز تصورات تنموية عادلة ومستدامة، مشدداً على أن الفاعلين السياسيين، ومنهم التجمع الوطني للأحرار، مطالبون بتنزيل هذه التوجيهات على أرض الواقع، من خلال برامج المجالس المنتخبة.
في ما يتعلق بالاستحقاقات التشريعية المقبلة، اعتبر حروزي أن دعوة الملك لتأهيل الفعل السياسي تشكل تنبيهاً واضحاً للأحزاب من أجل تجديد النخب والرفع من جودة النقاش.
وأكد أن الحزب شرع فعلياً في مراجعة هياكله محلياً وجهوياً، مع اعتماد معايير صارمة لاختيار المرشحين، بعيداً عن منطق الولاءات الضيقة، ومنفتحاً على الكفاءات والخبرات.
وبخصوص دعوة الملك لانفتاح مسؤول تجاه الجزائر، شدد المتحدث على أن “اليد المغربية ممدودة دائماً رغم الاستفزازات المتكررة”، مضيفاً أن القيادة الجزائرية مطالبة اليوم بـ”إعلاء مصلحة الشعب الجزائري، والابتعاد عن منطق المؤامرات والدسائس”.
وأشار إلى أن المرحلة تفرض حواراً هادئاً ومسؤولاً يخدم مصالح الشعبين، بدل “العداء المجاني الذي تروجه جهات جزائرية”، مؤكداً إيمان حزبه بمستقبل مغاربي مشترك.
أما عن واقع مشاركة الشباب في الحياة السياسية، فقد وصفه حروزي بـ”غير المرضي”، بسبب تراكمات تتعلق بخطاب سياسي منفّر، وضعف التأطير.
لكنه اعتبر أن هناك فرصة حقيقية لاستعادة ثقة الشباب، عبر وضوح الخطاب، وكفاءة الفعل السياسي، وفتح المجال أمامهم كقوة اقتراح وتسيير داخل الحزب، وليس فقط كواجهة انتخابية.
وأوضح أن الحزب يعمل على تكوين وتأطير الشباب، والاستماع لانشغالاتهم، وتكييف الخطاب مع أولوياتهم الفعلية، وعلى رأسها الشغل والتعليم والعدالة الرقمية.